جنوب إفريقيا.. فيضانات "كوازولو ناتال" تُفقد آلاف السكان سبل عيشهم

جنوب إفريقيا.. فيضانات "كوازولو ناتال" تُفقد آلاف السكان سبل عيشهم

تسببت فيضانات "كوازولو ناتال" التي ضربت جنوب إفريقيا في تأثر ما لا يقل عن 123 ألف شخص، وتوفي 448 شخصًا ونزح أكثر من 30 ألف شخص، معظمهم في مراكز الإجلاء الجماعي، وفقد الآلاف ممن يعتمدون على الوظائف غير رسمية سبل عيشهم، وفقًا للسلطات الوطنية.

وبحسب لبيان نشره الموقع الرسمي للجنة الدولية للصليب الأحمر، تم الإعلان عن حالة كارثة وطنية بعد 3 أيام من الأمطار الغزيرة التي تسببت في واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية فتكًا في تاريخ جنوب إفريقيا الحديث، تم حشد فرق الإنقاذ، بما في ذلك متطوعو جمعية الصليب الأحمر بجنوب إفريقيا، إلى المناطق المتضررة للبحث عن المفقودين وإحضار الآخرين إلى بر الأمان، وحتى 21 إبريل، ما زال أكثر من 53 شخصًا في عداد المفقودين.

وتشير سلطات كوازولو ناتال إلى تضرر أو تدمير الأعمال التجارية والطرق والجسور وكذلك البنية التحتية للكهرباء والمياه.

وكانت المناطق الأكثر تضرراً في كوازولو ناتال وإقليم إيسترن كيب هائلة، حيث تم تدمير أو إتلاف ما يقرب من 12500 منزل، وتأثر 66 مركزًا صحيًا، ودُمرت 600 مدرسة مما سيعرض 270 ألف طالب للخطر.

ووقعت معظم الإصابات والدمار في المناطق شبه الحضرية الأكثر ضعفاً والمعرضة للخطر، حيث تزدهر المستوطنات العشوائية حيث لا يستطيع الناس تحمل تكاليف السكن اللائق واضطروا إلى بناء مساكنهم في مناطق شديدة الخطورة.

وجاءت الآثار المتتالية للكارثة بعد فترة وجيزة، حيث عانى الناس من ضائقة شديدة بعد أن فقدوا منازلهم وسبل عيشهم، وفي بعض الحالات أفراد أسرهم.

في هذه المناطق، تعتمد معظم العائلات على وظائف غير رسمية لتوليد الدخل، ونتيجة للعاصفة فقدوا سبل عيشهم.

وتم إجلاء أكثر من 30 ألف شخص إلى 28 مركزًا للإجلاء، ولكن مع زيادة عدد الأشخاص الذين وصلوا، يتم الاستعداد لمزيد من المراكز.

وتفتقر هذه الأماكن المزدحمة إلى المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي والنظافة، وبالتالي هناك مخاطر جسيمة لانتشار الأمراض، ولا يمكن استبعاد مخاطر الحماية، وخاصة العنف الجنسي القائم على النوع الاجتماعي.

وأخيرًا، فإن المناطق الأكثر تضررًا ليست فقط الأكثر ضعفًا وفقرًا في جنوب إفريقيا، ولكنها غارقة أيضًا في كوارث أخرى هذا الموسم، بما في ذلك آثار الأعاصير المدارية آنا وباتسيراي، فضلاً عن الآثار المباشرة وغير المباشرة لوباء COVID19، أدت هذه السلسلة من الصدمات والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية والبطالة إلى أعمال شغب أدت إلى تكرار حالات العنف، مثل تلك التي اندلعت في يوليو 2021 في كوازولو ناتال وأسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص، وقد شوهدت بالفعل الاحتجاجات والنهب وقد تتصاعد أكثر.

وتؤكد هذه الكارثة زيادة شدة الظواهر الجوية المتطرفة التي يسببها تغير المناخ، وتأثيرها القاسي على أكثر الفئات ضعفاً اجتماعياً واقتصادياً، ومن المتوقع هطول المزيد من الأمطار في الأيام المقبلة مما قد يؤدي إلى تفاقم الوضع أكثر.

وبالإضافة إلى أنشطة الإغاثة والإنعاش، سيتم تقييم التأهب والحد من المخاطر والتخطيط لها وإدراجها في مرحلة لاحقة من خلال الأنشطة "الذكية مناخيًا"، والتي ستكون ضرورية لإنقاذ الأرواح وسبل العيش وتقليل تعرض السكان الأكثر فقرًا.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية